السلام عليكم..أرجو مساعدتي ..أنا وأمي فتحنا لاب توب اخي المراهق عمره 20 سنه وشفنا شي ماتوقعناه شفنا صور مخله بالأدب صور فاضحه له ..
أرجوو الحل بسررعه صارحنا أخي بالموضوع يقول خلاص خلاص مره احس انه حاس بتأنيب الضمير ومره لا ..ماالحل أرجووك دكتور يارب تهديه وشباب المسلمين..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحييكِ على حرصكِ وأشكر تواصلكِ مع موقع المستشار ,وأسأل الله أن نقدم ما فيه النفع والسداد وأن يعيننا وإياكم على التربية في عصر الانفتاح الكبير..!
تذكري دوماً أن التعامل الصحيح مع المراهق يحتاج (حكمة) و(صبر) و(فهم) ,والفهم يشمل فهم المرحلة التي يمرّ بها ، فهم شخصيته,ونفسيته ,نقاط قوته وضعفه ,حتى ننطلق للعلاج بطريقة صحيحة بإذن الله ، ولن يتم شيء من ذلك إلا بالعون والمدد من الله تعالى فاجعلي حبل الدعاء موصولاً بين أرضِكِ وسماءكِ .
(المشكلة):
" صور فاضحة بجهاز أخيكِ المراهق " .
(نقاط مضيئة):
_ لاشك أن تقبل أخيكِ لزجركِ وإبداء ندمه واستعداده لتصحيح خطئه واستجابته المؤدبة من النقاط الإيجابية التي تمنحكم الكثير من الأمل في العلاج .
_ بما أن الموقف صدمكم هذا يعني بلا شك أن هذا الشاب في الأصل صاحب سلوك جيد ، وهذا الذي رأيتموه شيء طارئ .
( لماذا يتصرف أخي بهذه الطريقة ؟ )
_ دعينا نفسّر معاً ، ليس لتبرير هذه السلوكيات إنما حتى نفهم المراهق، لنتذكر بدايةً حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله قال : (( وشاب نشأ في عبادة الله )) فهو حصل على هذه المنزلة لأنه انتصر على كثير من الشهوات والنوازع .
_ ينشأ المراهق وقد سمع كثيراً عن عواقب السلوك المحرم والنظر إلى الحرام ، في الوقت الذي يقع المراهق تحت ضغط فورة عاطفية غريزية عارمة مما يجعله في صراع ,وشد وجذب بين الخطأ والصواب .
_ الصحبة لها دور كبير في سلوكياته ، سواء أصدقاءه في الواقع ، أو أصدقاء العالم الافتراضي (الانترنت) .
_ مرحلة المراهقة مرحلة عدم استقرار ويتقلب فيها في عدة حالات انفعالية .
_ بسبب البث الفضائي والانترنت أصبح من السهل الحصول على المعلومة (الجيدة والسيئة),فهو اختبار ينجح فيه من راقب الله ويسقط من يسقط ..والله (شديد العقاب) للمكابر ، وهو(غفور رحيم )لمن تاب .
(لمحات وتوصيات):
_ أطمئنكِ بأن وجود المشكلات في هذه المرحلة أمر لابد منه وإن اختلفت حدة المشكلة وضررها ولكل مشكلة حل وعلاج .
_ ألستِ تتفقين معي بأن الطبيب الجراح ( يستأصِل) ويصف(الدواء) ويحدد نوع (الغذاء) حتى يتخلص الجسم من المرض ويتقوى ,كذلك أخوكِ شخص مريض بحاجة إلى (التخلص من المرض) وبحاجة إلى الدواء(الإيماني) وبحاجة إلى الغذاء (العاطفي ) .
_ لا تنظري إلى أخيكِ وتعامليه على أنه (مجرم) بل هو شخص مسلم بحاجة إلى مساعدة ، ومساندة ، ومراعاة ، ومسايرة ، وحماية ، وبحاجة إلى الكثير من الأمن النفسي .وأكدي ذلك بتصرفاتكِ معه .
_ اطمئني كذلك بأن معظم مشكلات المراهقين تزول بانتهاء المرحلة غالبا ، ولا يعني ذلك أن نبقى مكتوفي الأيدي تجاه مشكلاتهم بل إن العلاج بطريقة صحيحة يسهم في تقوية شخصيته وتدريبه للحياة العملية .
_ أوصيكِ بالصبر وهدوء النفس وطول البال وعدم اليأس وعدم استعجال الثمرة .
(المقترحات):
1_ تقوية الصلة بالمراهق ودخول عالمه والنزول لمستواه واحترام شخصيته، وما أجمل الكلمة الطيبة الحنونة فالكلام اللين يغلب الحق البين ، وبالكلمة الطيبة والاهتمام بالمراهق تستطيعين كسبه،أما إن كان التعامل قائم على الجفاء والجفاف والزجر الدائم ماذا تتوقعين النتيجة ؟
قال تعالى: " ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك " [آل عمران:159] .
2_ عدم التركيز على خطئه وانتهاج طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في الحوار اللطيف والإقناع والذكاء في المجادلة بالتي هي أحسن (كما حاور الشاب الذي قال ائذن لي بالزنا) .
3_ توفير جوّ أسري يعبق بالحنان والتواصل وسؤال المراهق باهتمام عن حاجاته واهتماماته ومنحه مكانة في الأسرة ، وتشجيعه والثناء عليه (وليس الطفل فقط بحاجة للتشجيع) .
4_تقوية صلته بالله وتذكيره بالله وأسباب محبة الله ، عن طريق حثه على الصلاة وإرسال الرسائل التي تحث على تعاهد القرآن والتي تذكر بمراقبة الله والتي تحث على ترك المعصية لله .
5_ اعرفي نقاط قوته وضعفه ، ماهو أكثر ما يؤثر فيه ؟ حتى يكون مدخلاً لإقناعه ،مثلا :لو كان ممن يفكر في مستقبله كثيراً ، أخبريه أن المعصية قد تكون سبب في عدم استجابة الدعاء أو تأخره ، ولو كان ممن يهتم بشكله كثيراً أخبريه أن للمعصية ظلمة على وجه صاحبها ..وهكذا .
6_ امنحوه المسؤولية واشغلوه بمصالح المنزل واكسبيه بالعطايا والهدايا ..ولا تشعروه بمراقبتكم له .
7_ أرسلي له بين فترة وأخرى بعض الفلاشات والمقاطع التي تحتوي على الترغيب تارة ..وعلى الترهيب تارة أخرى ونوعي في اختياركِ.
8_ الدعاء ثم الدعاء ثم الدعاء :
قصدتُ باب الرجا والناسُ قد رقدوا *** وبت أشكوا إلى مولاي ما أجدُ
أشكوا إليكَ أموراً أنتَ تعلمها *** ما لي على حملها صبرُ ولا جلدُ
لقد مددتُ يدي بالذلُ مفتقراً ***إليكَ يا خير من مدتُ إليكَ يدُ
9_ راجعي استشارة:أخي يبحث عن صور إباحية. وارجعي لمقطع ( كيفية التعامل مع المراهقين للشيخ سلمان العودة ) .
في الختام ..
أجدد الشكر لكِ ولا تحرمينا تواصلكِ وأرجوا أن تبشرينا قريباً بما يسرّ ، فرّج الله همكِ وحفظ قلب وبصر أخيكِ عن الحرام والمسلمين .
وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين
الكاتب: أ. مها عبد الرحمن الصرعاوي
المصدر: موقع المستشار